نص الاستشارة:
أيها الإخوة الأفاضل ولدي الصغير وعمره ست سنوات لا يعرف كيف يأكل وربما أكل من جهة الآخرين نبهته لذلك ولكنه لا يتعلم ويستمر في لعبه واستهتاره بكل شيء كيف أتصرف معه؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن تربية الأبناء وتعويدهم على السلوك السليم من أهم ما يعتني به الآباء وكون الطفل تطيش يده في الصحفة ليس مشكلة متى ما وجد الموجه الرشيد الذي ينبه على الخطأ في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة، وتأكد أيها الأخ الكريم أن الأطفال بحاجة لقدر من الصبر والنصح وكثرة الدعاء بالصلاح والهداية.. ونحن نعينك ببعض التوجيهات لعل الله ينفع بها:
عليك بكثرة الدعاء له بالهداية والتوفيق والصلاح فإن كل ذلك بيد الله عز وجل.
استعن ببعض القصص المؤثرة واحكها عليه مثل قصة عمر بن أبي سلمة مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان تجاوبه وامتثاله لأمر الحبيب صلى الله عليه وسلم، حتى قال رضي الله عنه: (فلم تزل طعمتي بعد) أي أنه لم تطش يده في الصحفة بعد التوجيه النبوي الكريم.
التنبيه يكون بطريقة لبقة وفي الوقت المناسب.. وعليك بتجنب إيقاع ابنك في الحرج حال وجود الضيوف إنما يكون التنبيه على انفراد، فإن ذلك أنفع وأرفع للحرج.
القدوة لها أعظم الأثر فاحذر أن يرى منك ابنك سلوكا يخالف ما تأمر به فإن لذلك آثارا سلبية عظيمة يغفل عنها كثير من الآباء.
كافئه على السلوك السليم وخاصة بعد قدوم بعض الضيوف، واذكر التصرفات الإيجابية واثن عليها وتكون المكافأة بأمر معنوي كالثناء عليه والإشادة به عند المقربين منه كأمه وإخوانه، أو مادي كشراء بعض الأشياء التي يحبها الأطفال عادة.
اربطه بالمعاني الكبيرة وأن الأمل بعد الله معلق عليه في أن يكون رجلا صالحا من أهل الخير والفضل والعلم، وعلمه الطريق إلى المسجد وإن أمكن دمجه في حلقات التحفيظ فهو أمر جيد يعود عليه بالنفع بحول الله وقوته.
الضرب والتوبيخ يعلمان الكذب لأن الطفل في مثل هذه الأجواء يبحث عن وسيلة للخلاص من العقاب فيجد أنسب طريقة هي الكذب والتحايل.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.